اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ودورها في الاستثمار الأجنبي
ورقة عمل مقدمة
الى الندوة العلمية الضريبية الأولى 12/11/2008
إعـــــداد ( ناجحة عباس علي & د. محمد عباس احمد) ألهيئة العامة للضرائب
المقدمة
ان زمننا الحالي هو زمن التكامل الاقتصادي الدولي وزمن التشابك العابر للحدود والاستثمارات المشتركة وزمن النمو السريع في حركة رؤوس الأموال وتزايد تدفقها الى الخارج .
لقد ازدات الاستثمارات الاجنبية المباشرة بشكل مطرد فنلاحظ ان خلال الفترة من 1980 – 2001 كان معدل زيادتها يتراوح 13% الى 14% سنوياً في حين كان نمو الصادرات العالية خلال الفترة نفسها 7% (1) .
ولقد كان لتغير قواعد التجارة الدولية وتحرير التجارة في ظل منظمة التجارة العالمية WTO دور رئيسي في فتح عهد جديد للاستثمار الاجنبي المباشر واعطائه اهمية. فسيادة ما يعرف ( اقتصاد العولمة ) وعولمة النشاط الاقتصادي باكمله فالاسواق كانت في وقت ما محتواها داخل الحدود الوطنية اما الان فقد اصبحت متكاملة من خلال التجارة الدولية والتوسع العاالمي لانشطة الشركات المتعددة الجنسيات.كما زاد بالمقابل دور الاستثمار الاجنبي المباشر داخل الاقتصاد العالمي ، بيد انه قد تركز في الدول الصناعية وايضاً في الدول النامية التي تطبق النظم الديمقراطية ونظم الاسواق الحرة ، والجدير بالذكر ان جميع الظواهر السائدة تشير الى وجود تكامل قوي مابين التجارة والاستثمار الاجنبي المباشر ، ناهيك عن النسق الدولي اليوم والفاعلين الدوليين الجدد (من منظمات دولية ، ومؤسسات دولية وشركات متعددة الجنسيات)، اخذت تفرض برامج وسياسات اقتصادية ، فرضت على الدول النامية اتباعها وصياغة سياستها الاقتصادية في ضوء تلك البرامج والسياسات وهنا نركز دور صندوق النقد الدولي والبنك الدولي و منظمة التجارة العالمية ). ان عراقنا اليوم يمر بمرحلة تحول اقتصادي في ظل تزايد الضغوط الاقليمية والدولية المحيطة من دول وفاعلين دوليين اخر ، لذا اصبحت الحاجة ملحة من اجل دراسة كل خطوة في رسم السياسة الاقتصادية لانها سوف ترسم مستقبل العراق ومنها السياسة الضريبية.وقدر تعلق الامر بموضوع ورقتنا فاننا نحاول التطرق الى الازدواج الضريبي الدولي واتفاقيات الازدواج الضريبي وعلاقتهما بالاستثمارات وما وصل اليه العراق لغاية يومنا هذا .
( 1 ) المكتب المركزي للاحصاء ، المجموعة الاحصائية السنوية ، 2005 ، مكتبة الاسد
المبحث الاول:- مفهوم واثارالازدواج الضريبي والاتفاقيات التي تعالجه.
المطلب الاول:- مفهوم واثار الازدواج الضريبي:
اولاً. الازدواج الضريبي المفهوم والانواع:
الإزدواج الضريبي هو فرض نفس نوع الضريبه على نفس مصدر الدخل الخاضع للضريبة وخلال نفس المدة المعينه….ومعنى ذلك انه يشترط لتحقيق الازدواج الضريبي توافر اربعة شروط هي (1)
1- نفس الشخص المكلف بأداء الضريبة.
2- نفس المصدر الخاضع للضريبة.
3- نفس الواقعة المنشئة للضريبة .
4- نفس الضريبة المفروضة .
وقد يكون الازدواج الضريبي محلياً او دولياً . ويحدث الازدواج الضريبي الداخلي عندما تتوفر الشروط الانفة الذكر على دخل تفرض عليه اكثر من ضريبة وطنية داخل حدود الدولة .
اما الازدواج الدولي فيحدث عندما تتوافر تلك الشروط في دخل تفرض عليه الضريبة في اكثر من دولة واحدة (2) فمن الممكن ان تفرض الضريبة على دخل المستثمر الاجنبي في كل من الدولة التي يحمل جنسيتها ، والدولة التي يقييم فيها ، او الدولة الكائنة امواله بها اوتلك التي ينبع دخله من مصادر اقليمها . فكل ماتقدم يعد امراً جائزاً من الناحية القانونية ، طالما ان فرض الضريبة هو حق مستمد من السيادة التي تتمتع بها كل دولة على مواطنيها وعلى الرعايا الاجانب الذين يقيمون في اقليمها ، والاموال الموجودة في اقتصادها والدخول النابعة من مصادر فيها .
(1) د. محمد علي مراد ، مالية ، القاهرة ، مكتبة النهضة ، ط2، 1972، ص ص 220-224.
(2) د.رفعت المحجوب،المالية العامة ، النفقات والايرادات العامة ، الجزء الثاني ، القاهرة ، دار النهضة العربية ،1968، ص ص 335-336
