You are currently viewing العلاقة بين الوعي الضريبي والتهرب الضريبي وتأثيرها على التمنية

العلاقة بين الوعي الضريبي والتهرب الضريبي وتأثيرها على التمنية


العلاقة بين الوعي الضريبي والتهرب الضريبي وتأثيرها على التمنية
مقدمة

ان أي مجتمع يسعى في حركة حياته الى تحقيق مستوى حضاري ينعم فيه أفراده بالرفاهية وتتجسد فيها المعاني السامية لإنسانية الإنسان وتمثل التنمية الشاملة شكلا من أشكال الرقي والاستجابة لكل الاحتياجات بمختلف مستوياتها . وتلعب الدولة والمؤسسات والأفراد دورا” في تحقيق التنمية والرفاهية ومن الطبيعي ان هذه البرامج تحتاج الى مصادر وأموال من اجل تنفيذها . والدولة تعتمد على أشكال ومصادر متنوعة في تغطية تلك البرامج والضرائب تعتبر مصدر من المصادر التي تعبر فيها الدولة عن خدماتها ومشاريعها بالمقابل تعبر عن معنى من معاني المشاركة والمواطنة والعدالة في الاستفادة من الخدمات والمشاريع والبرامج وكل ما تقدمه الدولة ومؤسساتها من منجزات وفعاليات .ولهذالانجد دولة (غنية ام فقيرة متقدمة ام نامية لها مصادر طبيعية او لا تملك ) لاتعتمد على الضرائب كمصدر من مصادر وإيراداتها الرئيسية .
ولغرض تحقيق أهداف البحث تم تقسيم البحث الى المباحث الآتية :

1ـ المقدمــــة
2 ـ منهجية البحث
المبحث الأول /الضريبة والتنمية الشاملة
أولا” : مفهوم الضريبة
ثانيا” : الضريبة والتنمية الاقتصادية
المبحث الثاني / مفهوم الوعي الضريبي وعلاقته بالمسؤولية الاجتماعية
أولا” : مفهوم الوعي الضريبي
ثانيا” : الوعي الضريبي وعلاقته بالمسؤولية الاجتماعية
المبحث الثالث / تحليل الوعي الضريبي في العراق
أولا”: مستوى الوعي الضريبي في العراق
ثانيا” : معدل تسرب مكلفي ضريبة الدخل في العراق
الاستنتاجات والتوصيات
أولا” : الاستنتاجات
ثانيا” : التوصيات
المصادر

 

منهجية البحث

أولا” : مشكلة البحث
في الوقت الذي تعتبر الضريبة حق الدولة والمجتمع نجد الكثير من المواطنين يسعون الى التهرب من دفعها بشتى الوسائل ,ويقف وراء ذلك أسباب متنوعة وما زال الوعي الضريبي مشكلة في الكثير من الدول وخصوصا ” النامية اوالتي يشعر المواطن باللامسؤولية اتجاه الدولة او أن هناك مشكله انتماء وضعف في الثقة بين الدولة والمجتمع او شعور المواطن بعدم وجود عدالة في توزيع الخدمات وغيرها . عموما جعل الدولة تفقد مصدر من أهم المصادر أو قد تلجأ للقوة وما ينجم عنها من مشاكل بالمقابل ظهور حالة الفساد الإداري والمالي مما تفقد المعاني السامية لفلسفة الضريبة .

ثانيا” : هدف البحث

يهدف البحث الى
1ـ تحديد ماهية الوعي الضريبي وإثره في الالتزام لدى المكلف والتقليل من حجم التهرب الضريبي.
2 ـ تأثير ذلك الوعي الضريبي على تطور برامج التنمية المستقبلية للمجتمع .

ثالثا” : فرضية البحث

1 ـ ان هناك علاقة بين الوعي الضريبي وزيادة حجم التهرب الضريبي .
2ـ ان التهرب الضريبي يؤثر على برامج التنمية .
رابعا” : حدود البحث

1 ـ الحدود المكانية : تم اختيار الهيئة العامة للضرائب
2ـ الحدود الزمنية : شمل البحث المدة الزمنية 1998 ـ 2005 وفقا” للبيانات الإحصائية المتاحة

المبحث الأول / الضريبة والتنمية الشاملة

أن التنمية أصبحت ضرورة حضارية يسعى لها كل مجتمع ولكنها لا تتحقق ألا من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج والمؤسسات والضريبة تمثل احد تلك المؤثرات . لذا نتناول خلال هذا المحور تعريفا” بماهية الضريبة ومن ثم علاقتها بالتنمية .

اولا” : مفهوم الضريبة

لقد وردت تعار يف عديدة في تحديد ماهية الضريبة ولكنها تلتقي في جوهرها فأن تركيز معظم الباحثين كان يتمحور باتجاهين وهما .
الأول/ يشير التعريف التقليدي للضريبة على أنها ” مبلغ من النقود تجبيه الدولة جبرا” من الأفراد دون مقابل , وذلك بقصد تمويل نفقاتها العامة وتحقيق الأهداف التابعة من مضمون فلسفتها السياسية (1 ) .
وهنا ينظر الى التعريف عندما كانت الدولة لاتتدخل في الحياة الاقتصادية للمجتمع وان وظيفتها فقط الحماية وإدارة الشؤون الخارجية .
الثاني/ الضريبة وفقا” للمفهوم العصري هي” استقطاع نقدي تفرضه السلطات العامة على الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين وفقا” لقدراتهم التكليفية بطريقة نهائية وبلا مقابل بقصد تغطية الأعباء العامة ولتحقيق تدخل الدولة (2 ) .
والتعريف العصري يزيد على التعريف التقليدي في ان سعي الدولة لجني المال من المكلفين
ليس هو الهدف الوحيد بل هناك أهداف اقتصادية واجتماعية وسياسية وأخرى كأبعاد الجمهور عن بعض أنواع الاستهلاك الضار بالصحة .
ثانيا” / الضريبة والتنمية الاقتصادية
في الحقيقة ان هناك علاقة قوية ومتبادلة بين البناء الاقتصادي للدولة والبناء المالي لها , وهذا يعني ان التطور الاقتصادي له تأثير على تطوير بنية المالية العامة للدولة يحدث أثاره الكبيرة على البناء الاقتصادي للدولة .
ويشير مصطلح التنمية الاقتصادية الى الثغرات الهيكلية في الاقتصاد القومي ومن ثم فأنها تتضمن التغيرات في تركيب الإنتاج وتوزيع الموارد الإنتاجية بين النشاطات الاقتصادية المختلفة(3  ).
وأن مقياس نجاح النظام الاقتصادي السياسي في اي من البلدان العربية هو قدرته على تحقيق      نتائج ايجابية تتمثل في زيادة النمو الاقتصادي وتسريع التنمية الاجتماعية ورفع مستويات المعيشة بمعايير زيادة الدخول الفردية والتشغيل وتحسين وتوسيع الخدمات التعليمية الأساسية والخدمات الصحية ( 4 ). ولكن التنمية في حاجة الى موارد لتحقيقها كالضرائب , الرسوم , إيرادات أملاك الدولة , القروض , والتمويل بالعجزوعند البحث التفصيلي في مشكلات النمو والتنمية نجد انه من العبث تجاوز الحديث عن أهمية الضرائب وان اي انخفاض لحصيلة الضرائب يؤثر على تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد , وان السبب المهم الذي يؤدي الى انخفاض حصيلة الضريبة في الدول النامية وذلك لسهولة التهرب من دفع الضريبة على الدخول وذلك عن طريق أخفاء جزء من المادة الخاضعة للضريبة ويحصل هذا نتيجة لعدم كفاءة السلطة المالية في سد الثغرات أمام الممول السيئ النية وكذلك لقلة الوعي الضريبي .
المبحـث الثاني / مفهوم الوعي الضريبي وعلاقته بالمسؤولية الاجتماعية

أولا/ مفهوم الوعي الضريبي

يعتبر الوعي الشرط الأساسي لنيل الأهداف السياسية واكتساب الطموحات الرفيعة واتخاذ السبل الصحيحة . ولهذا لايستطيع الإنسان ان يحدث اي تغيير في سلوكه وتصرفاته وألا بعد المبادرة الى تنمية وعيه ورفع مستواه الفكري . وبسمو الوعي يتمكن الإنسان من نيل حالة الاستقامة والثبات .
والوعي بالتفكير يعني القدرة على تقويم كفاءة التفكير وأدراك الخطوات اللازمة في تحقيق الأهداف الفردية والجماعية ويرتبط الوعي بكل شؤون الحياة ولكل مجال له وعيه وضرورته وتشكيله نمط التفكير وفي مجال الوعي الضريبي نجد انه يشترك في فلسفة الوعي العام ويختلف باختلاف فلسفة الوعي الضريبة وأهميتها ودورها والمسؤوليات الملقاة على عاتق جميع الأطراف وتأثيرها على جوانبي التطور والارتقاء والتنمية في المجتمع ( 5 ).
وتمثل الدولة القوة المنظمة لشؤون المجتمع والتي تملك أعلى سلطه قانونية يخضع لها جميع الأفراد ويقع على عاتقها عبء تقديم الخدمات العامة الى المواطنين , لذلك فهي بحاجة الى نفقات عامة يجب ان تحصل عليها او على جزء منها من أفراد المجتمع الذين يستفيدون من هذه الخدمات ويمكن ان يكون دفع الضريبة هو ابرز شكل من أشكال مساهمة الأفراد في تحمل أعباء المصلحة العامة . لذلك تنطلق فكرة فرض الضرائب في العصر الحديث من وجود مصلحة عامة واحدة وعلى الجميع المشاركة في تحمل أعباءها كل وفق مقدرته المالية (6 ) .
فالوعي الضريبي , هو ان يقتنع كل مكلف بدفع الضريبة المترتبة عليه , وهذا الأمر يتطلب ان تقوم السلطات بترشيد الأنفاق العام , بما يخدم الصالح العام حتى يشعر دافع الضريبة ان الموارد العامة ا نما تعود عليه في شكل منافع وخدمات مباشرة اوغير مباشرة .
ولكن على الرغم من التقدم المادي الذي شهده المجتمع العربي خلال القرن العشرين وماتلاه باستخدام وسائل التقنية الحديثة فأنه لم يواكب وبالدرجة نفسها تقدما” معنويا” في اتجاهات الرأي العام تجاه الحكومة والقانون , كما لم يصل وعي المواطن الى الدرجة التي يدرك فيها أهمية الموازنة بين الحقوق والواجبات وتدفعه الى الالتزام الذاتي والطوعي بالقوانين عموما” والقوانين الضريبية على وجه الخصوص , اذ مازال الكثير من الناس ينظر الى مخالفة القانون بأنها شجاعة والتهرب من الضريبة ذكاء  
 ثانيا” : الوعي الضريبي والمسؤولية الاجتماعية

يتميز المجتمع الإنساني بأن أفراده يدركون حركة الحياة لا بفعل الغريزي وحسب وانما يدركون غاية وجودهم ويكتشفون ماحولهم من سنن وقوانين ويكونون فيما بينهم شبكه من العلاقات تتكامل فيها مقسوما حياتهم من اجل الارتقاء للبناء الإشكال الحضارية . لهذا يمثل الوعي مدخلا” للتمايز المجتمع الإنساني لذا فالوعي يمثل أدراك الإنسان لذاته وأمواله وأفعاله بشكل مباشر وهو أساس كل معرفة وهو حصيلة ما لدى الإنسان من أفكار وجهات نظر ومفاهيم عن الحياة من حول في مختلف مستوياته .
أن الوعي يمثل عملية كلية شاملة ومترابطة لأتحده اطارلذا أصبح تنمية الوعي ضرورة حضارية (7 ) .وحيث الوعي عملية كلية شاملة غيرمأطر بحدود لكن يأخذ أشكاله من المجالات او الأنشطة ويعكس فلسفة التصور والانتقاد لهذا نجد ان مثال يمس بالوعي السياسي والوعي الاجتماعي والوعي الاقتصادي ولا منير في مجال الضريبة ان ينشأ بل هو ضروري مفهوم مشتق اسمه الوعي الضريبي .فالوعي الضريبية يعني الإدراك الكامل من قبل الأفراد لمسؤولية المالية إزاء المجتمع والدولة . وهو لينفك عن الوعي بالمواطنة  والانتماء والمشاركة في منظومة الحقوق والواجبات وينشأ هذا الوعي من خلال شعور المواطن بدرجة التزام الدولة ومؤسساتها في تحقيق برامج التنمية والعمل على رفاهية المجتمع وتحقيق طموحاته ورفع مستواه الحضاري بكل أشكاله وحيث ان الدولة والمؤسسات أصبحت مظهر من مظاهر التنظيم الاجتماعي لها وظائف ومهام وهي تملك سلطه القانونية الناشئ عن العقد الاجتماعي فأن تحقيق تلك المهام تستلزم موارد وجهود تنظيمية وفعاليات وهذا يأتي من مداخل متعددة احدها الضريبة التي تمثل علاقة ارتباطيه بين مستوى الخدمة المقدمة والشعور بالمشاركة في صناعتها وكذلك الاستفادة منها.
لهذا أصبح فرض الضريبة جزء من المصلحة المشتركة وتوزيعها للأعباء من اجل البناء والتنمية والرفاهية وتحقيق هذه الضريبة نسبة الى كل من
ـ تشريعات
ـ منافع متحققة وخدمات
ـ وعي بالمصلحة العامة من قبل الأفراد
واذا دققنا العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية والوعي الضريبي . ستجد ان الفرد عندما تتوفر لديه كل مقومات الوعي بالمقابل تكون الدولة والمجتمع قد شعرت بكل احتياجات الأفراد تنشأ عن ذلك الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لكل منا اتجاه الأخر واذا ماادرك الفرد حقيقة المسؤولية الاجتماعية و تعززت نفسه بمن حوله ( دول ومؤسسات وأفراد ) ينشأ لديه أدراك اختياري والتزام حر يمارسه بوعي وبمسؤولية باعتبار ان هذا المبلغ المدفوع ( الضريبة ) يمثل واجبا” وطنيا” وتعبيرا” عن استدامة مقومات حركة الحياة وهو في نفس الوقت يشعر بعدالته وانه سوف يوظف توظيفا” لخدمة المجتمع(8)

المبحث الثالث / تحليل مشكلة الوعي الضريبي في العراق

أولا” : مستوى الوعي الضريبي في العراق
يستهدف نشر الوعي الضريبي بين أفراد المجتمع تحفيزهم على أداء واجباتهم الضريبية وفقاً لأحكام القانون بشكل طوعي , وتهيئة الفرصة لهم لتلافي الوقوع تحت طائلة العقاب والجزاءات القانونية( 9).
ومن الأهمية بمكان لنجاح أي برنامج للإصلاح الضريبي أن يدرك الأفراد أن الضرائب التي يدفعونها ستصرف لتزويدهم بالخدمات العامة  . أذن ثمة ضرورة ملحَّة لنشر الوعي الضريبي بين المكلفين حتى وهم يجلسون إلى مقاعد الدراسة لكي ينشأ المواطن وهو على بينة من الالتزامات المستقبلية التي يجب أن يوفيها تجاه دولته وهي الالتزامات التي تقابل بالتأكيد ما يطالب به دولته من حقوق وخدمات عامة  ( 10 ) . ولقياس مستوى وعي مكلفي ضريبة الدخل وذلك من خلال عدد المكلفين المتحاسبين ضريبياً والمكلفين المسجلين حديثاً ونسبة كل منهم إلى العدد الكلي لمكلفي ضريبة الدخل .
الجدول رقم (1) يعطي فكرة مبسطة لهذين النوعيين من أجمالي المكلفين ,  فالتذبذب الحاصل في نسب المكلفين المتحاسبين ضريبياً بدأ واضحاً ما بين الصعود والنزول كمؤشر غير صحي , مما يتطلب الأمر معالجة آنية وسريعة وذلك بتكاتف جميع الجهود من خلال نشر الوعي الضريبي واعتبار الضريبة دعامة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع .

 

جدول رقم ( 1 )
النسب المئوية للمكلفين المتحاسبين وغير المتحاسبين والجدد
للســــــــنوات 1998 – 2002 ولسنة 2005
السنة أجمالي مكلفي  الدخل نسبة المكلفين المتحاسبين % نسبة المكلفين غير المتحاسبين % نسبة المكلفين الجدد الى أجمالي المكلفين %
1998 985570 32,6 67,4 8,5
1999 1003708 39,4 60,6 7,1
2000 1056383 47,9 52,1 6,9
2001 1125362 37 63 6,1
2002 1211182 43 57 7
2005 911678 10,4 89,6 (32,8)

المصدر : الجدول من أعداد الباحث بالاستعانة من بيانات الهيئة العامة للضرائب / شعبة التخطيط والمتابعة (11)

ثانيـا”: معدل تسرب مكلفي ضريبة الدخل للفترة من 1998 -2005
من خلال هذا المؤشر يمكن تحديد معدل التسرب السنوي على امتداد مدة الدراسة ( 1998 – 2005 ) وذلك بالاعتماد على عدد المسجلين في مركز الهيئة العامة للضرائب وفروعها مقارنة” مع عدد المتحاسبين لمعرفة عدد المتسربين سنوياً ومن ثم التوصل الى معدل التسرب لكل سنة مالية كما يظهر في الجدول رقم   ( 2 ) أدناه :

 

جدول رقم (2)
عدد المتسربين لمكلفي الدخل ومعدل تسربهم السنوي
للفترة من 1998 – 2005
السنوات ( 1 ) عدد المسجلين ( 2 ) عدد المتحاسبين ( 3 ) عدد المتسربين 2 – 1 ( 4 ) معدل التسرب % 3 : 1
1998 985570 3212195 664275 67
1999 1003708 395460 608248 61
2000 1056383 477004 579379 55
2001 1125362 418304 707058 63
2002 1211182 519803 691379 57
2003
2004
2005 911678 95550 816128 90

المصدر : الجدول من اعداد الباحث بالاستعانة بسجلات الهيئة العامة للضرائب / شعبة التخطيط والمتابعة

نلاحظ ان معدل التسرب مرتفع لجميع سنوات مدة الدراسة , بلغ سنة 1998 ( 67% ) , وفي سنة 1999 بلغ نسبة التسرب ( 61%) في حين بلغت في سنة 2000(55%) , واستمرت  النسبة في المعدل نفسه كباقي السنوات السابقة في سنة 2001 بلغت ( 63% ) اما في سنة 2002 أصبحت النسبة 57% مما يدل على استمرار تسرب مكلفي ضريبة الدخل ف ي السنوات التي تعتبر أكثر استقراراً من الناحية الاقتصادية في البلاد مما يؤدي هذا الى عـدم متابعة الهيئة لمكلفيها على مدى السنوات المشار اليها في الجدول رقم (2) . اما فيما يخص كل من سنة 2003 , 2004 فكانت معفاة من الضريبة ولا يمكن الاعتماد على بياناتها للظروف التي كان يمربها قطرنا . اما في سنة 2005 فكان معدل التسرب عاليا” جداً حيث بلغت النسبة   ( 90 %) وهي مرتفعة جداً قياساً للسنوات السابقة وذلك بسبب سوء الأوضاع الأمنية في البلاد,  مما انعكس هذا على الكثير من النشاطات الاقتصادية وعدم اهتمام مكلفي ضريبة الدخل في مراجعة الهيئة لتسديد ما عليهم من ضريبة .
وكما يظهر في الشكل رقم (1) يبين تزايد عدد المتسربين بشكل ملحوظ خلال مدة البحث,  حيث نلاحظ من خلال الخط البياني يبين أن عدد المتسربين مرتفع جداً رغم انخفاض العدد في سنة 2000 مقارنة” سنة 1998 , 1999 الا أن انخفاض المتسربين في سنة 2000 ليس كبيراً , كذلك ارتفع عدد المتسربين في سنة 2001 , 2002 , 2005 و تشكل سنة 2005 اكبر حجم من تسرب مكلفي ضريبة الدخل بسبب سوء الأوضاع الأمنية .
الشكل رقم (1)
عدد المتسربين من مكلفي ضريبة الدخل للفترة 1998 – 2005

المصدر/ عروبه معين عايش , العوامل التي تؤدي الى تهرب مكلفي ضريبة الدخل في العراق , رسالة دبلوم عالي , جامعة بغداد ,2008
الاسـتنتاجات والتوصيـات

أولا” : الاستنتاجات

1. ضعف الانتماء والمواطنة عند الكثير مع تقطع شبكة العلاقات والشعور بالذات المنفصلة عن الآخرين .
2. مازال وجود ضعف لدى الأفراد في الاطلاع على القوانين الضريبية التي تحدد حقوقهم وواجباتهم .
3. تدني التصور الشفافي لمفاهيم عديدة تعتبر أساسا في عملية المشاركة حيث تفهم الضريبة كجباية مع انعدام الدور الحقيقي لأهمية الضريبة في مجال التنمية
4. يظهر ارتفاع معدل تسرب السنوي في الهيئة العامة للضرائب وفروعها كافة للفترة من 1998 ـ 2005 بلغت مابين نسبة 55% و90% كما في الجدول رقم ( 2 ) مما يؤكد هذا على ضعف الوعي الضريبي في العراق .
5. ان ارتفاع تهرب مكلفي ضريبة الدخل يؤدي الى ضعف في مشاريع التنمية في العراق .
6. ان كيفية تصرف الحكومة بالإيرادات الضريبية يعد من العوامل المؤثرة في خلق نظرة ايجابية الى الضريبة , وأن احد أسباب التهرب الضريبي يرتبط بسياسة الإنفاق الحكومي وأوجهه التي قد لأتخلق القناعة الكافية لدى المكلف لتسديد ما عليه من ضريبة سنويا”

ثانيا” التوصيات

1. قيام وسائل الأعلام المختلفة السمعية والمرئية والمقروءة وبشكل جذاب برفع الوعي الضريبي من خلال التلفزيون والقنوات الفضائية .
2. الاستعانة بموقع الانترنت الخاص بالهيئة ونشر الضوابط السنوية وأية تعليمات ترغب الهيئة أبلاغ مكلفيها عنها من خلال الموقع .
3. طبع بعض مواد وفقرات قانون ضريبة الدخل المرقم 113 لسنة 1982 المعدل على شكل كارت اوكراس صغير ليكون المكلف على دراية بكيفية محاسبته ضريبيا”

المصـادر

1ـ ال علي , رضا صاحب ابو احمد ، المالية العامة ، البصرة ، الدار الجامعية للطباعة والنشر,2002 ,ص169 .
2ـ الخطيب , خالد، الضريبة على الدخل (أصول محاسبتها في الاردن ) , زهران للنشر والتوزيع , عمان , 1992 , ص 3 .

3 ـ ألنجفي , سالم توفيق ، أساسيات علم الاقتصاد ، بغداد ، 2000 ، ص293 .
4 ـ مركز دراسات الوحدة العربية ،الاقتصاديات العربية وتناقضات السوق والتنمية ، بيروت ، الطبعة الاولى ، 2005 .
5 ـ الحسون ،علاء ، تنمية الوعي ، دار الغدير ، 2003 ، ص504 .
6 ـ كماش ، كريم سالم ، واقع السياسة الضريبية في العراق وآفاقها المستقبلية ، رسالة ماجستير ، الجامعة المستنصرية ، بغداد ، 2002 ، ص
7 ـ كماش ، كريم سالم ، الوعي الضريبي في العراق أسباب التدني وسبل النهوض ، مؤتمر الإصلاح الضريبي الذي نظمته وزارة المالية ، 2006 ،ص182 .
ـ المراياتي ، توفيق , عوامل ضعف الوعي الضريبي في العراق ، مجلة البحوث8
الاقتصادية , بغداد ، 1979 , العدد3 ، ص 25

ـ  9Bird , Richard M.,&Casanegra dejantcher ,MiIKa , Im proving Tax Adinistration  in drreIoping  Countries InternatonaI Monetary Fond
USA,1992
10ـ عطوي ، فوزي ، المالية العامة ، النظم الضريبية وموازنة الدولة ، بدون اسم المطبعة ، مصر ، 2003 .
11ـ عايش ، عروبه معين ، العوامل التي تؤدي الى تهرب مكلفي ضريبة الدخل في العراق، رسالة دبلوم عالي ، جامعة بغداد ، 2008 ،ص80